U3F1ZWV6ZTUyNDk0MDc3NDU3NjU0X0ZyZWUzMzExNzgwMzI2ODQ4Mg==

القصيدة المؤهلة للمرحلة الآخيرة للشاعر عبدالرحمن الفاتح من مسابقة شاعر سوداني

القصيدة المؤهلة للمرحلة الآخيرة من مسابقة شاعر سوداني



السودان قبلةً للثقافة والمثقفين فى مجال الشعر والشعراء والأدب والغناء ، حيث تمثل قطاعات الشباب وقوداً لهذا الحراك الذى يجد القبول والجماهيرية والشعبية من فئات مختلفة من شعب السودان ، لذا تأتي مبادرة (شاعر سوداني) سعياً لتوظيف طاقات الشباب الشعرية بضروبها المتنوعة فى موسمها الأول والتى إتخذنا لها إسم (شاعر سوداني)
بعد انتها فترة الاشتراك بمسابقة شاعر سوداني (اضغط هنا للانتقال الي شروط المسابقة )  الان نطرح لكم متابعينا الكرام بعض القصائد المؤهلة للمرحلة الاخيرة





للشاعر / عبدالرحمن الفاتح سليمان جمعة




زادَ اشتياقي ، لستُ أُنكِرُه فلي
قمرٌ تغيَّب واستحبَّ عذابي
مِن حُبِّه ناجيتُ كلَّ نُجَيمةٍ
وسألتُ أُفقَ كواكبي وسحابي
وبقيتُ أبسُمُ دونما لقيا به
من غيرِ ماءٍ ، أرتوي بسرابِ
عيناهُ تجتاحُ الجميعَ بموجها
وتعودُ بعد المدِّ جزرَ غيابِ
رُحماكَ ، يا وَجدَ الأصائلِ قُل لها
هل من ليالٍ بالوِصالِ عِذابِ ?
أمسيتُ من بعدِ التقرُّبِ مُبعَدًا
نائي المزارِ أسيرُ كالأغرابِ
الليلُ يجرحُ مَن هواكَ بشوقِهِ
وحنينُهُ عضَّ الفؤادَ بنابِ
حسبي بأنّي في غرامِكَ أجتني
بعضَ المرادِ كقُبلةٍ وعِتابِ
ولعلّ إن هذي وهذا ضُيِّعا
صبري عليكَ مُحِقِّقٌ لثوابي
فتعال من شطٍّ التغزُّلِ يا أنا
أُسقيكَ فَخرا من هوى أكوابي
من لائمي في عشقها من لائمي
وهي التي استَلقَت على أهدابي
عشقي لأرضِي مستقًى مِمّا أرى
من حُسنِها الخالي من الأعطابِ
في موطني الآدابُ ، أُمٌّ دأبُها
بثُّ المكارمِ في دَمِ الطلابِ
في موطني الأخلاقُ تفرِضُ نفسَها
فترى التسامُحَ فَصلَ أيِّ خطابِ
في موطني كَرَمٌ يُدَفِّقُ خيرَهُ
ملأ السهولَ ، وفاضَ فوقَ هِضابِ
في موطني إن قيلَ قوموا لن تجد
إلّا هزبرًا أو أشاوثَ غابِ
قومي الكرامُ إذا نوَوا ، لأنالَهُم
ربُّ العبادِ قيادةَ الأسبابِ
في موطني ، نحمي بكلِّ مدجَجِّ
سمراءَ تزهو في نُقُوشِ خِضابِ 
سمراء من تِبرٍ يُكِلِّلُها الضُّحَى
هيفاءَ تُدعى بابنةِ الأترابِ
أَلِفَ الربيعُ خُدُودَها فَتورَّدَت
تَفتَرُّ بالإبهاجِ والإعجابِ
تُسكِركَ من لحنٍ تُريكَ بديعَهُ
بنواطِقٍ خِيلَت مِن الأعنابِ
في موطني الإحسانُ يجري أنهُرًا
تُنسيكَ ذِكرَ الحزنِ والأوصابِ
فترى المشيبَ نساءَهُ ورجالَهُ
داعينَ بالتوفيقِ بالإسهابِ
إذ قامَ بالإجلالِ في إجلاسِهِم
بالعزِّة الشماءِ عزمُ شبابِ
في منظرٍ ، يعتادُهُ أمثالُنا
هو فَرضُنا في شِرعَةِ الرُّكَّابِ
وترى الصحونَ على المنازلِ حُوَّمًا
فوقَ الجدارِ كطائرٍ وثَّابِ
الزادُ ليسَ لطابخيهِ وإنّما
للجارِ أو لِطَوارِقِ الأبوابِ
النارُ تجذِبُ مَن يمرّوا حولَها
لديارِ عزٍّ فوقَ كلِّ شهابِ
في موطني النيلانِ سارا واحدًا
مِن مُقرنٍ في منظرٍ خلَّابِ
في موطني السودان كل كريمةٍ
للخُلقِ حزناها بوجهِ صوابِ
في موطني صبرٌ إذا ما نِلتَه
لرأيتَ دهرَكَ دونَ أيِّ صِعابِ
يا سائلًا عن موطنٍ كُلٌّ بهِ
رُغمَ المصاعبِ ثابتُ الأعتابِ
عن موطنٍ عذبِ الصفاتِ وبعضُهُ
يغنيكَ عَن قولي وكُلِّ جوابي
فَكِبارُهُ -أجدادُنا- إن ينطِقوا
مِن حكمةٍ فهُمُ أولو الألبابِ
جَدَّاتُنا ، حِضنُ الحنانِ ، وأُمُّنا
بيتُ الأمانِ ومَجمَعُ الأحبابِ
آباؤُنا نورُ الدروبِ ، ضياؤُها
إخوانُنا عَضَدُ الضعيفِ الخابي
أَخَواتُنا ، تاجُ العفافِ مناطُهُ
روضاتُهُ بمعطَّرِ الأطيابِ
أصحابُنا ، كَتِفُ المُساندِ والعصا
لتوكُّؤٍ وبقيةِ الآرابِ
أسلافُنا ، إرثُ الثقافةِ مجدُنا
مُتوحِّدٌ ما ذُمَّ بالأحزابِ
وعلى مسالِكِهِم نسيرُ بفخرِنا
نحوَ العُلا بقوادِمِ الإيهابِ
ولبعدَنا يأتي يسيرُ ، كَسَيرِنا
شَعبٌ بِخَطوِ الطَّامِحِ المِنجابِ
مُتَبَسِّمون وإن أغاروا لن ترى
غيرَ المنيةِ في ثيابِ حِرابِ
شُمُّ الأُنوفِ كرامةً ، ما فوقَهُم
غيرُ الإلَهِ الخالِقِ الوَهَّابِ
في موطني ، قلبُ الحبيبةِ موطنٌ
يمشي الهوينى في مدى أعصابي
فكلاهما في غمضتي متوسِّدٌ
جفني كطيفٍ هازجٍ صخَّابِ
وإذا فتحتُ العين أدبر مسرعًا
لهِفًا إلى قلمٍ ببطنِ كِتابي
فأخط ما يمليه طَيفا خافقي
أبياتَ شعرٍ تُسكِرُ المتصابي
فكأنّها كأسٌ تدورُ وكلُّ من
ذاقَ الثمالةَ ماتَ في أنخابي
يا ربِّ فاحفظ موطنَيَّ كلاهما
وارعاهما رعيًا -إليك متابي-
فلأنتَ وحدك يحتمى بجلالكم
يا رب وحدك قاهر الأربابِ
تعليقات
ليست هناك تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة